سورة الشورى - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الشورى)


        


خَلَقَ لكم من أنفسكم أزواحاً: أي أَشكالاَ؛ فَخَلَقَ حواءَ مِنْ آدم. وخَلَقَ- بسبب بقاء التناسل- جميعَ الحيواناتِ أجناساً.
{يَذْرَؤُكُمْ}: يُكْثِر خَلْقكم. فيه الهاء تعود إلى البطن أي في البطن، وقيل: في الرَّحِم، وقيل: في التزويج.
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئ} لأنه فاطر السموات والأرض، ولأنه لا مِثْلَ يُضَارِعهُ، ولا شكلَ يشاكله. والكاف في ليس كمثله صلة أي ليس مثله شيء. ويقال: لفظ كمثله شيء وهو هو، فلمَّا قال: {لَيْسَ كَمِثْلِه شَئ} فمعناه ليس له مثل، والحقُّ لا شبيهَ له في دلاته ولا في صفاته ولا في أحكامه.
وقد وقع قومٌ في تشبيه ذاته بذات المخلوقين فوصفوه بالحدِّ والنهاية والكون في المكان، وأقبحُ قولاً منهم مَنْ وصفوه بالجوارح والآلات؛ فظنوا أن بَصَره في حدقة، وسَمْعَه في عضوٍ، وقدرته في يدٍ.... إلى غير ذلك.
وقومٌ قاسوا حُكْمَه على حُكْمِ عباده؛ فقالوا: ما يكون من الخَلْقِ قبيحاً فمنه قبيح، وما يكون من الخَلْق حسناً فمنه حَسَنٌ!! وهؤلاء كلهم أصحاب التشبيه- والحقُّ مستحِقٌّ للتنزيه دون التشبيه، مستحق للتوحيد دون التحديد، مستحق للتحصيل دون التعطيل والتمثيل.


مقاليد أي مفاتيح، والمفاتيح للخزائن، وخزائنه مقدوراته. وكما أن في الموجودات معادن مختلفة فكذلك القلوب معادن جواهر الأحوال؛ فبعض القلوب معادن المعرفة، وبعضها معادن المحبة، وبعضها للشوق، وبعضها للأُنْس.. وغير ذلك من الأحوال كالتوحيد والتفريد والهيبة والرضا. وفائدة التعريف بأن المقاليد له: أَنْ يقطع العبدُ أفكارَه عن الخَلْق، ويتوجَّه في طلب ما يرد من الله الذي {يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ}، والذي هو: {بِكُلِ شَئ عَلِيمٌ}: يوسِّع ويضيِّق أرزاقَ النفوسِ وأرزاقَ القلوب حسبما شاء وحَكَمَ وعَلِمَ.


{شَرَعَ}: أي بَيَّنَ وأظهر. {مِّنَ الدِّينِ} أراد به أصول الدين؛ فإنها لا تختلف في جميع الشرائع، وأمَّا الفروع فمختلفة، فالآية تدلُّ على مسائلَ أحكامُها في جميعِ الشرائعِ واحدَةٌ.
ثم بيَّن ذلك بقوله: {أَنْ أَقِيمُواْ الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ}.... وفي القصة أن تحريم البنات والأخوات إنما شُرعَ في زمان نوح عليه السلام.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8